المهندسة عروب العبادي … كاريزما وطنية لا تشبه أحداً
كتب: الصحفي ليث الفراية
في زمن يبحث فيه الوطن عن رموزه الأصيلة وأصواته الصادقة تبرز أسماء لا تُصنع في لحظة ولا تتكوّن في ظل منصب بل تُبنى من تفاصيل الميدان، ومن نبرةٍ تعرف ماذا تعني أن تكون أردنيًا في القول والعمل من هذه الأسماء تقف المهندسة عروب نوفان العبادي لا كمجرد وجه إعلامي أو مسؤول مؤسسي بل كحالة وطنية متكاملة تنسج حضورها من الصدق والموقف والاتزان.
تمثل عروب العبادي نموذج فذ في المشاركة السياسية والتأثير، انطلاقاً من إيمانها بدورها في الإسهام بالشأن العام، وقد حازت ثقة الكثيرين خلال مشاركتها كمرشحة حزبية في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، كما تؤمن أن المرأة ليست طارئة على العمل العام ولا على القرار السياسي ولا على الصوت الجماهيري لذلك حين تمارس دورها تفعل ذلك بثقة من تعرف حدودها وقدراتها ومن لا تحتاج أن تتكئ على أضواء زائفة لتُرى لأنها أصلًا واضحة، ومضيئة وشامخة.
الإعلام بالنسبة لعروب ليس منصةً للاستعراض بل وسيلة لنقل نبض الناس ولرصد الفجوة بين القرار والميدان صوتها لا يعلو ليُسمَع فقط، بل ليصنع أثرًا، ويثير تفكيرًا، ويوقظ شعورًا حيث إنها تؤمن بأن الإعلام مسؤولية وحين يكون في يد شخص يملك الخلفية التقنية والعقل التحليلي كما هو حالها فإن الرسالة تصبح أكثر اتزانًا وأقل شعبوية وأكثر إخلاصًا للهدف.
ما يميز عروب العبادي ليس فقط أنها تنتمي للمؤسسات الرسمية بل لأنها تعرف متى تُعبّر بلسان الدولة ومتى تُصغي بإنسانيتها للمواطن تمشي بخفة بين قضايا الناس تعرف كيف تُصالح الحكايات الصعبة وتبني جسورًا من الثقة بين المواطن وصانع القرار لا تتعامل مع مشاكل المجتمع كأرقام في تقارير بل كوجوه وقصص واحتياجات تتطلب عقلًا حازمًا وقلبًا مفتوحًا.
من يقترب من شخصية عروب العبادي يدرك أنها تنتمي إلى تلك الفئة القليلة التي تُحسن استخدام المكان دون أن تستهلكه وتُشغل الموقع دون أن تتباهى به وتحاور دون أن تهاجم وتعارض دون أن تهدم تملك وعيًا سياسيًا واجتماعيًا يجعلها قادرة على إدارة الحوار بلغة راقية دون أن تفقد حدة الموقف أو وضوح الانحياز لما تؤمن به .
عندما تتحدث عروب العبادي فإنك لا تسمع فقط رأيًا بل ترى خلفه قراءة وخلف القراءة موقف وخلف الموقف قضية تمزج بين خطاب الشارع النابض ومنطق المؤسسات وانضباط الخطاب الوطني وهذا التوازن هو ما يجعل حضورها استثنائيًا في بيئة قد يختلّ فيها هذا التوازن لدى الكثيرين.
ليست مشروعًا فرديًا ولا حالة عابرة بل هي امتداد لأردنٍ يبحث عن نسائه في الصفوف الأمامية عن إعلاميات لا يصنعهن الشكل بل المضمون عن مسؤولات لا ينفصلن عن نبض الناس عن من يؤمن بأن الوطن لا يُبنى بالشعارات بل بالمواقف وأن الانتماء لا يُقاس بالعَلَم فقط بل بالصدق عندما يُطلب منك أن تكون واقفًا.
عروب العبادي ليست مجرد مهندسة ولا مسؤولة حكومية هي امرأة من عمق الوطن تمثّل جيلًا يريد أن يرى المرأة شريكة لا تابعًا وصانعة قرار لا متفرجة امرأة تعرف متى تصمت لتفكر ومتى تتكلم لتصنع أثرًا من يسمعها يصدّقها ومن يعمل معها يحترمها ومن يعرفها يدرك أن في الأردن نساءً قادرات على حمل الوطن على أكتافهن بكل فخر.