تحت رعاية عطوفة محافظ البلقاء… السلط تحتفي بفرسان المناعة في يوم وطني للصحة والوعي
إنجاز – تقرير: إيمان الحجاحجة
شهدت مدينة السلط مساء الثلاثاء حدثًا وطنيًا مميزًا ضمن فعاليات مبادرة فرسان المناعة، المبادرة الوطنية التي تهدف إلى تعزيز الالتزام بالبرنامج الوطني للتطعيم، وحماية الأطفال من الأمراض المعدية، ونشر الوعي الصحي بين الأسر والمجتمع المحلي. وتأتي هذه الفعالية كجزء من الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الصحة ومديرية صحة محافظة البلقاء بالتعاون مع لجان صحة المجتمع ولجان القرى الصحية، لتأكيد أن الوقاية هي حجر الأساس لبناء مجتمع صحي وآمن ومستقبل مزدهر للأجيال القادمة.
افتُتح الحفل بالوقوف لأداء السلام الملكي الأردني، الذي عمّ القاعة شعور بالانتماء والفخر، تلاه تلاوة مباركة من القرآن الكريم، صدحت فيها كلمات تعكس قيم الرحمة والعطاء والمسؤولية تجاه المجتمع، وتذكّر الحاضرين بأن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة قبل أن تكون واجبًا فرديًا. وقد شكلت هذه البداية الروحية إطارًا مثاليًا للانطلاق نحو فقرات الحفل التي ركزت على التوعية الصحية وحماية الأطفال.
تولى الفنان منيب عبدالله القضاه، مقدّم الحفل، إلقاء كلمة افتتاحية رحّب فيها بعطوفة محافظ البلقاء السيد فيصل المساعيد، وأصحاب العطوفة والسعادة، والسيدات والسادة الحضور من ممثلي المؤسسات الرسمية والمجتمعية، والكوادر الصحية، وأعضاء لجان صحة المجتمع والقرى الصحية، مؤكدًا أن هذا اليوم الوطني يحمل رسالة عظيمة تبدأ من قلوب الجميع وتمتد إلى مستقبل الأطفال، الذي لا يكتمل إلا بالصحة والوعي والمسؤولية.
وتوقف مقدّم الحفل عند مدينة السلط، المدينة التي تمثل قلب محافظة البلقاء النابض، موضحًا أن السلط ليست مجرد مكان بل ذاكرة حيّة تروي حكايات الأجيال وتمتزج فيها الأصالة بالحداثة، والحضارة بالتاريخ، وهو ما دفعه إلى استحضار أبيات شعرية جسدت روح المدينة ومجدها العريق:
في السَّلْطِ حَيْثُ أَناخَ الحُلْمُ نَجْمَتَهُ
قَدْ يَنْتَهِي سَفَرٌ كَيْ يَبْدَأَ السَّفَرُ
فَالشِّعْرُ رِحْلَتُنا، مِنْ أَيْنَ نَبْدؤها
لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ رُبُوعِ السَّلْطِ مُبْتَدَرُ؟
سَلْطٌ تَسَلَّطَ سُلْطانُ الهَوَى فَرَأَى
جَيْشَ القُلُوبِ، بِأَمْرِ العِشْقِ يَأْتَمِرُ
مِنْ ساحَةِ العَيْنِ عَيْنُ اللهِ تَحْرُسُها
فِي بُؤْبُؤِ الرُّوحِ إِنْ خانَ الهَوَى بَصَرُ
وقد جسدت هذه الأبيات جمال السلط وروحها العميقة، وربطت بين الماضي العريق والحاضر المشرق، لتصبح السلط رمزًا للهوية الأردنية وأرضًا للتاريخ والثقافة.
وفي كلمته، شدّد عطوفة مدير مديرية صحة محافظة البلقاء الدكتور عاكف محمود السليحات على أهمية البرنامج الوطني للتطعيم كخط الدفاع الأول ضد الأمراض المعدية، وأكد أن الالتزام بجدول التطعيم الوطني استثمار استراتيجي في صحة الأطفال والمجتمع بأسره. وأشار إلى أن نجاح المبادرة يعتمد على التكامل بين جميع الأطراف، من كوادر صحية ولجان مجتمع ومدارس وأهالي، مؤكدًا أن كل لقاح يُعطى هو خطوة نحو بناء مجتمع قوي محصن ضد الأمراض.
وأشاد الدكتور السليحات بالدور الريادي الذي تلعبه لجان صحة المجتمع ولجان القرى الصحية، واصفًا إياهم بأنهم فرسان الصحة الحقيقيون الذين يعملون بلا كلل لضمان وصول المعلومات والخدمات الصحية لكل أسرة، ومتابعة التزام الأطفال بجدول التطعيم بدقة واحترافية، مؤكدًا أن المبادرة الوطنية فرسان المناعة تمثل جسرًا فعّالًا بين الجهود الرسمية والوعي المجتمعي.
وشهد الحفل عرضًا مرئيًا توعويًا بعنوان “فرسان المناعة”، قدم رسالة واضحة حول أهمية الالتزام بجدول التطعيم، واستعرض دور وزارة الصحة ومديرية صحة البلقاء ولجان المجتمع في حماية الأطفال، كما أبرز الفيديو قصصًا واقعية تؤكد أثر التطعيم في الوقاية من الأمراض.
وجاءت فقرتا التكريم لتكون لحظة تقدير وامتنان لجميع المشاركين، حيث تم تكريم عطوفة محافظ البلقاء السيد فيصل المساعيد تقديرًا لدعمه المستمر للمبادرات الصحية، كما تم تكريم الإعلامي أشرف الشنيكات لدوره في تعزيز التوعية المجتمعية، والفنان حسن السبايلة والفنان منيب عبدالله القضاه لمساهمتهما الفنية والتقديمية في إنجاح الفعالية، بالإضافة إلى تكريم أعضاء لجان صحة المجتمع ولجان القرى الصحية على جهودهم المستمرة والتزامهم بنشر الثقافة الصحية والوعي الوقائي.
كما قدّم الفنان حسن السبايلة والفنانة رانيا إسماعيل عرضًا مسرحيًا توعويًا، جمع بين المتعة والفن والرسائل الصحية، لتمكين الحضور من فهم أهمية التطعيم بطريقة سهلة وجاذبة لجميع فئات المجتمع، مؤكدًا أن الفن يعد أداة فعّالة لنشر الثقافة الصحية بأسلوب ممتع ومؤثر.
وختم الحفل بالتأكيد على أهمية استمرار العمل الوطني المشترك لتعزيز الثقافة الوقائية، وتجديد الولاء والانتماء للقيادة الهاشمية، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله، مع الدعوة لمواصلة الجهود الوطنية في حماية الأطفال وصحة المجتمع، باعتبارها ركيزة أساسية لمستقبل آمن ومزدهر للأجيال القادمة.
وخلال الحفل، برز الأداء المنسق لمقدّم الفعاليات الفنان منيب عبدالله القضاه، الذي تولّى تقديم فقرات الحفل باقتدار واحترافية، ما ساهم في تنظيم الحفل وانسيابية انتقال الجمهور بين العروض والكلمات، وأضفى طابعًا من الرصانة والاحترافية على مجريات اليوم الوطني.
وبذلك اختتمت محافظة البلقاء يومًا وطنيًا مميزًا يجمع بين الأصالة والهوية والتاريخ والتوعية الصحية، مؤكدة أن صحة الطفل الأردني هي أساس بناء مجتمع قوي ومستقبل مزدهر للأجيال القادمة.













