الزميل نصار يكتب : الأردن في قلب المعركة..هل خرج “الشيخ خالد” عن البروتوكول. ؟
انجاز/ كتب الزميل : عدنان نصار
تاريخيا ، يقف الأردن بكل مكوناته السياسية ، وإمكانياته إلى جانب قضيته المركزية (فلسطين)..، ولم بخرج الاردن الرسمي والشعبي عن هذا المسار ، وظل ممسكا بكل ثوابت هذا المسار، رغم ضغوطات مورست عليه من عدة اطراف دولية وأقليمية..غير أن الثوابت الاردنية كانت في كل مرة عصية على هذا التحول ، أو الخروج عن المسار الداعم للقضية الفلسطينية التي تعتبر بوصلتنا ووجهتنا السياسية ، وواجهتنا العميقة والإستراتيجية .
الشيخ خالد مشعل ، وهو من السياسين المقدرين في مسار حركة التحرر الوطني الفلسطيني ، لا أظن أن خروجه عن البروتوكول جاء بشكل عفوي ، عندما وظف في لغته الخطابية توجيهات إلى المكون الأردني الشعبي ، الداعم اصلا للقضية..فخطأ البروتوكول عند المسيس المحترف ، يعادل الف خطأ ، وخصوصا في لحظات عصيبة تمر بها القضية الفلسطينية ، وما اعقب ذلك من عدوان اسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب السابع من أكتوبر..، أظن أن موقف الشيخ قد خرج عن البروتوكول الخطابي ، (ربما)عن غير قصد عندما خاطب المجتمع والعشائر الاردنية لتهب لنجدة اخوانهم في غزة ..هو خروج لقي النقد للشيخ، الذي لعب دور الموجه والناصح للشعب الأردني ، في قالب خطابي لم يكن في محله مطلقا.
ومن منطلق التذكير ، بالموقف الأردني الرسمي والشعبي ، تعود بنا الذاكرة إلى الخامس والعشرين من ايلول عام 1997 عندما تعرض مشعل إلى محاولة إغتيال من الموساد في العاصمة عمان بتوجيه من بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت ، وفشلت العملية التي سميت بعملية “سايروس” ..، الملك الراحل الحسين وقتها تدخل مباشرة وأبلغ الجانب الاسرائيلي بعبارته المشهورة :”حياة خالد مشعل في كف وإتفاقية وادي عربه في كف أخرى ” ، فكانت النتيجة الفورية علاج خالد مشعل من موت محقق ، والإفراج عن الشيخ الشهيد احمد ياسين الذي حضر إلى الاردن للعلاج على متن طائرة اردنية ، وحظي باهتمام ملكي.
نسوق هذه السردية، للتذكير فقط ، مع علمنا المسبق ان ما يقوم به الاردن ،يقع في صلب واجباته الوطنية والسياسية والاخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق ، الذي نتقاسم معه الحلم والأمل..
“مغازلة ” مشعل للشعب الأردني وعشائره ، ودعوتهم للألتحام بمعركة مع العدو الصهيوني ، تعتبر في عرف البروتوكلات السياسية “تدخل غير لائق” ان صح التعبير ، بشؤون دولة أخرى شقيقة ، ولا أظن ان بمقدور مشعل مثلا ان يوجه نداء الى قبيلة “بني مره” في قطر وهو المقيم فيها ، فهذا بعني خروج صارخ على مسار البروتوكلات ..!
الأردن ، بشقيه الرسمي والشعبي لم بخرج مطلقا عن مسار مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة..،فهو اي الأردن الأقرب إلى فلسطين أرضا وشعبا ، وحلما وأملا ، وهو اللصيق بقضيته تاريخيا ..