العيد مناسبة دينية يحتفل بها المسلمين وهو رمز المحبة والتآلــف فيما بينهم حيث يمارس فيها المسلمون العبادة والتقرب الى الله وشراء الاضاحي لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وتبادل الزيارات والتواصل ما بين الارحام لتجسيد مبدأ التكافل والتعاضد التي تحثنا عليها ديانتنا الاسلامية السمحه .
وللعيد طقوس وعادات نحتفظ بها منها ما كان في ماضينا الجميل وقد نفتقد بعضا منها الا اننا ما زلنا نحتفظ بالمراسم والطقوس الجميلة التي تعبر عن الفرحة والسعادة والبهجه بين الناس الذين ما زالو مرتبطين بالتراث لعمل الاكلات الشعبية ” قراص العيد ” و صناعة الحلويات ” المعمول والغريبه ” وكذلك اصبح الناس يتجمعون في المضافات لتبادل التهاني في العيد وهذه سنه حميده اصبح متعارف عليها منذ سنوات .
اما هناك بعض الاكلات التي تلاشت عند الاسرة الاردنية خلال الاعياد هي حلويات ” الزلابيا والناشد ” الذي تم استبداله بالشوكــولاته وفقدان الخبز على الصاج الموقد على الحطب الذي كان يقطع به الخبز قطع صغيره ويتم تقديمه للمهنئين بالعيد بعد وضع السمن البلدي والسكر عليه لأن ضيافــة العيد في الوقت الحالي اصبحت جاهزة من المحال التجارية والمخابز ومنها المعمول بأنواعه واشكاله .
ان الحداثة التي طرأت على مظاهر الحياة المعيشية في المجتمع الاردني لم ولن تحول بينهم وبين التشبث بعراقة واصالة الماضي والقيم الاجتماعية الاصيلة الممزوجه بذكريات الماضي الجميل التي كانت في عهد البساطه التي لا تتلاءم مع التقدم التكنولوجي الهائل وسهولة الاتصال والتنقل .
وما يميز هذه الاعياد اننا ما زلنا متمسكين ببعض العادات والتقاليد التي تنسجم مع عقيدتنا الاسلامية السمحه منها الحرص على اداء العبادات والتقرب الى الله وتقديم كافة اشكال العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين وزيارة المرضى والاستيقاظ في الصباح الباكر لاداء صلاة العيد مكبرين باصوات تتعالى حامدين الله على نعمة الاسلام.
رغم ذلك ان بعض العادات مع مرور الوقت بدأت تتلاشى شيئا تلو الشيء وخصوصا ان تبادل الزيارات للمعايدة اصبحت بالمراسلة وعبر قنوات الاتصال الحديثة ” التواصل الاجتماعي ” او منسوخه بالاضافة الى ان اعيادنا اصبحت منقوصة الفرحة مصحوبة بالحزن والألـم بسبب الظروف القاسية التي تتعرض لها عدد من الدول العربية والاسلامية وما نشهده من ارهاب وقتل وهدر دماء شهدائنا الابرار في فلسطين والاعتداءات المتكررة على المسجد الاقصى بالاضافة الى الظروف المحيطة والازمات التي اصبحت تتعرض لها بعض الدول من عدم الاستقرار لذلك ندعو الله ان يعم على هذه البلدان العربية والاسلامية نعمة الامن والامان .
ويتميز عيد الاضحى المبارك بذبح الاضاحي ” اضحية العيد ” التي يتم توزيعها على الاهل والفقراء والمحتاجين والجيران في اجواء يسودها الحب والفرح ودفء المشاعر كما يتسابق المسلمون في العبادة والطاعات والاكثار من الدعاء وخصوصا في يوم عرفة .
دائما نفرح ونسعد كثيرا بقدوم العيد لاننا نتبادل الزيارات والاطفال ينتظرون العيديات لكن اعيادنا في الماضي لها نكهه خاصه تتميز بالفرح والبهجه اما ايامنا الحالية فان العيد ليس له بهجه كالسابق لان هناك اسر وعائلات تذهب لقضاء العيد في الاماكن السياحية في عدد من الدول ولا يفضلون قضاء العيد بين الاهل لذلك لم يعد يهتم الناس بالاعياد داخل وطنهم بل تكثر السفرات السياحية للخارج .
الاعياد في الزمن الجميل كان لها رونق خاص مع الاكلات الشعبية التي كانت تصنع بالبيوت وكان الاطفال يمارسون الالعاب الخاصة ويفرحون ببهجة العيد ويتزينون بلباس العيد ويتلقون العيديات .
ولا يسعنا في الختام الا ان نبارك للجميع في عيد الاضحى المبارك ونتمنى ان تهتم المؤسسات السياحية في الاردن وان تكون جاذبة لنعيد افراح الاعياد كما في الماضي وعيدكم مبارك وعساكم من عواده .
كما اتقدم بالتهنئة للشعب الاردني وقيادته الحكيمة بمناسبة عيد الاضحى المبارك اعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات ولا يفوتني ايضا الا ان اتقدم بالتهنئة لكل العاملين في العيد بعيدا عن اسرهم خاصة من ابنائنا واخواننا في المؤسسات العسكرية والامنية والخدمية ولجان الطوارئء الذين يبذلون جهود مضاعفه في الاعياد فنجدهم يعملون للسهر على راحة المواطن بخطط محكمة لحفظ الامن والأمان عبر الانتشار بالطرقات والاسواق لتوفير الامن .
ندعو الله في كل عيد ان تأتي الاعياد القادمة وقد تحققت امنياتنا بنصرة الامة وان ينعم بها على كل بلاد العرب والمسلمين وتحرير الاقصى من يد الصهاينة .
باركوا يا احباب الفرح ..فالعيد أكبر فرحة وفرصه بأن نصفي قلوبنا لبداية جديدة…. وكل عام وانتم بخير وعساكم من عواده …..