نص الكلمة التي القاها رئيس جامعة جدارا الدكتور حابس الزبون خلال رعايته الندوة الحوارية التي نظمها منتدى رايات الابداعية والاسرة الثقافي ومديرية ثقافة عجلون بعنوان “الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلاميــة ” .
الحمد لله، والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آل بيته الأطهار.
إن الهاشمين هم أصحاب الأحقيتين:
الأحقية الأولى: أنهم كانوا زعماء وشيوخ الجزيرة العربية الكبرى قبل الإسلام، أصحاب السيادة والقيادة والمهابة في قلب الصحراء، بين القبائل والحضر. لم يفرضوا مكانتهم بقوة السيف، بل اكتسبوها من نقاء النسب، وصدق العهد، وعلو الخلق.
أما الأحقية الثانية: أنهم حملوا الراية بعد بعثة جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم، فكانوا أمناء على الرسالة، وأهل بيت النبوة، ومنهم امتد نور الهداية وسلالة القيادة.
ومن هذا النسب، وهذه الشرعية التاريخية والدينية والاجتماعية، جاءت الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، وصاية ليست قراراً سياسياً عابراً ولا امتيازاً مؤقتاً، بل عهد وأمانة متوارثة عبر الأجيال.
فالهاشميون منذ أكثر من مئة عام ثبتوا حضورهم في القدس، عمروها، رمموا مقدساتها، صانوا هوية المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ووقفوا سداً أمام كل محاولات التهويد والطمس والتزييف. وصايتهم ليست شعارات، بل دم وإنفاق ومواقف وثبات.
والهاشميون كانوا وما زالوا الداعمين لحقوق الفلسطينيين، والمطالبين بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. لم يتاجروا بالقضية، ولم يبدلوا مواقفهم، ولم يتراجعوا تحت ضغط أو مساومة.
جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يستخدم كافة المنابر الدولية خدمة لفلسطين، يدافع عن القدس وعن الأقصى وعن هوية الأرض العربية فيها. خطابه في الأمم المتحدة، في القمم العربية، في المحافل الغربية، واحد لا يتغير: لا أمن ولا استقرار ولا سلام دون حق الفلسطينيين الكامل، ودون القدس عاصمة حرة، ودون المحافظة على المقدسات برعايتها الهاشمية.
الوصاية الهاشمية ليست فقط تكليفاً سياسياً، بل هي أمانة تاريخية، وموقف ديني، وواجب أخلاقي، وسجل ممتد من العطاء.
وكلما اشتدت العواصف حول القدس، ظهر دور الهاشميين أكثر ثباتاً وأكثر وضوحاً، فوصايتهم ليست ورقة تفاوض، بل جذور ممتدة في عمق التاريخ والدين والهوية العربية الإسلامية.
وهكذا تبقى القدس أمانة في أعناق الهاشميين، وتبقى الأمة شاهدة على أن من حفظ الراية قديماً لن يسقطها حديثاً.
وفي الختام، الله أسأل أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله. عاش الوطن، عاش الملك.







