الرأي.. 54 عاما . من الثبات والتحول
بقلم :هيام الكركي
الاحتفال بعيد “الرأي” الرابع والخمسين لم يكن يوما عاديا. كان يوما مليئا بالفخر ومشبعا بالذكريات والأهم… مشحونا بالأمل في مستقبل مختلف.
منذ 29 عاما دخلت هذا البيت الإعلامي الكبير صغيرة في العمر، كبيرة في الطموح، تدرجت في مواقع العمل واحدة تلو الأخرى. عشت معه أيام الإنجاز. وتحديات المهنة، وتغير الزمن، وعرفت عن قرب قيمة هذه المؤسسة التي تمثل أكثر من صحيفة… تمثل ذاكرة وطن.
في عيد “الرأي”، وتحت رعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء، مندوبا عنه معالي وزير الاتصال الحكومي اجتمعنا جميعا رؤساء مجالس إدارة سابقون ومديرون عامون ورؤساء تحرير وزملاء كنا وما زلنا نؤمن أن الصحافة رسالة، وأن “الرأي” عنوانها في الأردن.
تحول نؤمن به، ونعمل عليه، لأننا نعرف أن الزمن تغير، وأن القراء باتوا في العالم الرقمي، وأن مسؤوليتنا أن تبقى حيث هم، وأن تواصل حمل رسالتنا بقالب جديد، يحترم ما كنا عليه، ويواكب ما يجب أن تكون عليه.
مشروع التحول الرقمي ليس تغييرا في الشكل فقط، بل هو نقلة في التفكير، في طريقة الوصول للقارئ في الأدوات والمحتوى، وفي قدرتنا على أن تعيد “الرأي” لتكون في قلب المشهد الإعلامي كما كانت دائما.
هذا الصرح لم يصمد كل هذه العقود لولا أن أبناءه أحبوه بصدق. كل موظف وموظفة مروا في ممراته، كتبوا جزءا من تاريخه، وكان لهم بصمتهم. ولهذا، في هذا اليوم، أقول لهم جميعًا: أنتم من صنع “الرأي”. وأنتم من سيأخذها نحو المستقبل.
شكرا لكل من حضر وشارك وعبر وشكرا لكل من لا يزال يؤمن أن الصحافة الأردنية بخير ما دامت الكلمة الصادقة حاضرة، وما دام في الوطن من يحملها بأمانة.