#المبدع_ابن_الطيبة | الأستاذ الدكتور أحمد الغندور القرعان
ليس مجرد دكتور..بل رمز من رموز الطيبة
دائما في الصف الأول..#بالعلم..بالمواقف وبالأثر الطيب.
#الخبير_في_تخصص_الأعمال_الإلكترونية..
#الأستاذ_الدكتور أحمد غندور القرعان يكتب لـ ” رقمنة” … محو الأمية الرقمية
#رقمنة
في زمننا هذا، تغيّر معنى الأمية، اذ لم تعد مرتبطة فقط بعدم القدرة على القراءة والكتابة، بل أصبحت مرتبطة بعدم القدرة على استخدام التكنولوجيا الرقمية.
اصبح واضحا اليوم بان الأمية اليوم هي عدم القدرة على استخدام الحاسوب، تصفح الإنترنت، أو التعامل مع التطبيقات على الهاتف الذكي. والأخطر من ذلك، أن الأمية الرقمية باتت تشمل أيضًا عدم القدرة على فهم واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي بدأت تتحول إلى جزء أساسي من بيئة العمل والتعليم والحياة اليومية.
ومحو الأمية الرقمية يعني أن يمتلك الإنسان القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية، وفهمها، واستخدامها بفعالية. إنه يشمل مجموعة من المهارات والمعارف الأساسية، مثل استخدام الأجهزة الذكية، تصفح الإنترنت، البحث عن المعلومات، التفاعل الواعي مع المحتوى الرقمي، تقييم مصداقية المصادر، حماية الخصوصية الرقمية، بل وأيضًا إنتاج محتوى بسيط كتحرير مستند أو إعداد عرض تقديمي.
ما يجعل هذا المفهوم أكثر إلحاحًا هو أن معظم الخدمات أصبحت رقمية. التعليم، الصحة، التوظيف، المعاملات الحكومية، كلها تعتمد على الوسائل الإلكترونية. من لا يمتلك هذه المهارات يُستبعد من هذه الخدمات، ومن فرص العمل، ومن ممارسة مواطنته الرقمية. ومع دخول أدوات مثل ChatGPT وCopilot وGemini إلى قطاعات العمل والتعليم، فإن عدم القدرة على استخدامها وفهم إمكاناتها ومخاطرها يمثل شكلًا جديدًا من الإقصاء الرقمي.
للأمية الرقمية مستويات. تبدأ من المهارات الأساسية كتشغيل جهاز وتوصيله بالإنترنت، ثم تمتد إلى مهارات البحث وتحليل المعلومات، ثم القدرة على التواصل الرقمي عبر البريد الإلكتروني أو المنصات المختلفة. وتشمل أيضًا مهارات الإنتاج مثل كتابة التقارير أو إعداد العروض، وتنتهي بالوعي الأخلاقي والناقد في التعامل مع الأخبار والمعلومات المنتشرة على الشبكة. واليوم، تضاف إليها مهارة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل فعّال وآمن، سواء في إنتاج النصوص أو تلخيص الوثائق أو دعم اتخاذ القرار.
الفجوة الرقمية أصبحت ظاهرة مقلقة. هناك تفاوت كبير بين من يملكون هذه المهارات ومن لا يملكونها، وغالبًا ما يتأثر هذا التفاوت بالعمر، والموقع الجغرافي، والدخل، والمستوى التعليمي. هذا يعني أن بعض الفئات في مجتمعاتنا مهددة بالإقصاء الرقمي، ما لم يتم تمكينها وتدريبها، ليس فقط على المهارات التقنية، بل أيضًا على المهارات المعرفية التي تسمح لها بفهم وتوظيف الذكاء الاصطناعي بأمان وكفاءة.
ما يدعو للتوقف والتأمل هو أننا نرى الأمية الرقمية كل يوم. شخص لا يعرف كيف يفتح بريده الإلكتروني. موظف يتردد في استخدام الخدمات الحكومية الإلكترونية. طالب غير قادر على استخدام المصادر الأكاديمية عبر الإنترنت. مستخدم يشارك أخبارًا زائفة لأنه لم يتعلم كيفية التحقق منها. واليوم، نرى أيضًا من يخاف من الذكاء الاصطناعي أو يرفضه لأنه لم يتلقَّ التدريب اللازم على استخدامه.
وهنا يأتي السؤال الجوهري: هل تعتبر نفسك أو من حولك متعلمين رقميًا؟ هل تمتلك المهارات التي تؤهلك لفهم الذكاء الاصطناعي التوليدي واستخدامه في عملك أو تعليمك؟ وما المهارات التي يجب أن نبدأ بتعلمها أو تعليمها الآن لتجاوز هذه الأمية الرقمية الجديدة؟
*الأستاذ الدكتور أحمد غندور