الحياري: الثقافة والسياسة رافعتان وطنيتان متلازمتان للتحديث السياسي والحوار الواعي ضرورة وطنية
انجاز- قالت الدكتورة روان الحياري اننا أحوج ما نكون إلى حوار وطني يعيد ترتيب أولوياتنا الثقافية والسياسية على أسس أكثر وعيًا وأكثر عمقًا، ويمنح للأجيال القادمة قدرةً على الفهم والتأثير لا مجرد المتابعة والمراقبة في زمن تتكثّف فيه التحديات وتتسارع فيه التحولات، داعية لفعل ثقافي رشيد، يوازن بين الأصالة والتجديد، مشيرة الى اهميه اشارات سمو ولي العهد الحكيمة حول السردية الاردنيه كجوهر للهوية الوطنية الاردنية، ليرسخ للمواطن دوره في التنمية الحقيقية التي لا تنطلق من البنى التحتية فحسب، بل من بناء الإنسان أولًا، وتوجيه طاقاته نحو المشاركة، والإبداع، والعمل العام
كما اشارت الى دور الثقافة في بناء وعينا الجمعي، ودفع مسيرة التحديث السياسي والتنمية نحو آفاق أوسع. فالثقافة ليست ترفًا فكريًا، وليست مساحة نخبوية منفصلة عن هموم الناس؛ بل هي المحرّك الأساسي للوعي الجمعي، والركيزة التي تُبنى عليها قيم المشاركة، واحترام الاختلاف، والتعددية، وسيادة القانون. وهي السياج الذي يحمي الهوية الوطنية ويحفظها .
أما عن السياسة فقالت، فإننا نراها عملاً تشاركيًا مسؤولًا، ومساحة يتقدم إليها أصحاب الرؤية والفكرة، وتحتاج إلى شباب قادر على النقد البنّاء، ومؤسسات حزبية تستند إلى برامج، وإلى ثقافة تحفز المشاركة وتكسر الجمود.
لنؤكد أن العمل الثقافي والسياسي لم يعد مساحات منفصلة تتحرك كلٌّ منها في مدارها، بل أصبحا جناحين متلازمين لنهضة الوطن، وركيزتين متساويتين في بناء الوعي العام وصناعة مستقبلٍ يليق بالشباب وبالدولة الاردنية الراسخة بقيادتها الهاشمية التي نؤمن بها.
ولذلك، فاننا نؤمن بأن التكامل بين الثقافة والسياسة ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية. فلا نهضة سياسية بلا وعي ثقافي، ولا مشهد ثقافي مزدهر بلا بيئة سياسية ناضجة تُتيح الحوار وتُعزز الحرية المسؤولة.لتصبح الثقافة عنصرًا فاعلًا في تحصين الهوية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتمكين الإنسان من أدوات الفهم والنقد والبناء.
وتابعت ان ما نعيشه اليوم من تحولاتٍ متسارعة يضع أمامنا مسؤولية مضاعفة: مسؤولية إعادة الاعتبار للثقافة كقوة ناعمة تقود التغيير، ومسؤولية ترسيخ المشاركة السياسية الواعية كخيار وطني يعزز الاستقرار والتنمية. وليس من سبيل لتحقيق ذلك إلا من خلال (شراكات حقيقية) بين المؤسسات الثقافية والأحزاب السياسية ،
مؤكدة على اهميه تعزيز التكامل بين الهيئات الثقافية والاحزاب السياسية والمجتمع لخلق مشهد ثقافي–سياسي متوازن يعبّر عن تطلعات الأردنيين ويجسّد رؤى القيادة الحكيمة بتحقيق شراكة حقيقية تكون فيها الثقافة بوابة الوعي، والسياسة أداة بناء، وأن يستمر الحوار بيننا حيًا ومثمرًا وقادرًا على إلهام الأجيال القادمة ، مرحلة جديدة عنوانها: التأثير، الفاعلية، والعمل المشترك. نحو سياسات ثقافية تُترجم رؤية جلالة الملك المفدى في تعزيز المشاركة السياسية، ونحو شراكات بين الهيئات الثقافية والأحزاب لتقديم نموذج يُحتذى في التفاعل الوطني المسؤول
جاء ذلك في كلمتها باسم اللجنة الاستشاريه لمؤتمر الفعل الثقافي والعمل الحزبي رافعه للتحديث السياسي الذي
تقيمه جمعية ملتقى الأردن الثقافي والتي يرأسها الدكتور محمد حياصات للعام السابع على التوالي برعاية دولة الاستاذ الدكتورعدنان بدران . وافتتحت معالي العين هيفاء النجار نيابة عن دولته أعمال المؤتمر . الذي أقيم بالمكتبة الوطنية .













