كتب محمود الفطافطة
يشهد الإعلام الأردني الرسمي، ممثلًا بالديوان الملكي الهاشمي، تحولًا نوعيًا في رؤيته وأدائه، برز بشكل واضح خلال الكلمة الأخيرة لجلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة في افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب. لم يكن ذلك الخطاب مجرد حدث دستوري روتيني، بل محطة مفصلية في إعادة صياغة العلاقة بين القيادة والشعب، من خلال لغة تواصل جديدة أقرب إلى المواطن وأكثر عمقًا في الطرح، تعكس روح الواقعية والالتزام بالمسؤولية الوطنية. هذا التحول لم يأتِ صدفة، بل كان ثمرة عمل مؤسسي تقوده إدارة إعلامية متجددة داخل الديوان الملكي، تعمل برؤية حديثة تتناسب مع متطلبات العصر وسرعة التفاعل الرقمي. فقد تمكنت الدائرة الإعلامية، بقيادة مديرة إدارة الإعلام والاتصال في الديوان الملكي الهاشمي، من وضع أسس ثابتة لنهج جديد في الاتصال الرسمي، يقوم على الشفافية، وسرعة الاستجابة، وتوحيد الخطاب الوطني ضمن إطار مؤسسي محترف يجمع بين التقنية والمضمون. من أبرز ملامح هذا التغيير ما نشهده اليوم من تغطية شاملة ومتكاملة لنشاطات جلالة الملك عبدالله الثاني داخل الأردن وخارجه، تعكس حضور القيادة في الميدان، وتبرز تفاصيل الجهود التي يبذلها جلالته في مختلف الملفات الوطنية والإقليمية. فقد أصبح المحتوى الإعلامي أكثر وضوحًا وتنظيمًا، يجسّد صورة الدولة بثقة ومهنية عالية، مستخدمًا أدوات حديثة في التصوير والإنتاج والإخراج، تواكب أعلى المعايير الإعلامية. وفي السياق ذاته، أظهرت التغطيات الخاصة بنشاطات سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مستوى متقدمًا من الحداثة في إدارة المحتوى، حيث اعتمدت على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية بطريقة مبتكرة، جعلت الرسائل تصل إلى فئة الشباب بلغة قريبة منهم، وبأسلوب يجمع بين الجدية والروح الإيجابية. لقد نجح هذا التوجه في تعزيز صورة القيادة الشابة المتفاعلة والمواكبة لمتغيرات العصر، ما رفع من مستوى التفاعل الشعبي مع نشاطات ولي العهد داخل الأردن وخارجه. كما لا يمكن إغفال الدور الإنساني والاجتماعي المميز الذي يقدمه رئيس الديوان الملكي الهاشمي وفريقه الإعلامي، من خلال تغطيات ميدانية تُبرز التواصل المباشر مع المواطنين، ومشاركتهم في مناسباتهم وأفراحهم وأتراحهم. هذا النمط من الإعلام الاجتماعي أضفى بعدًا إنسانيًا راقيًا على صورة الديوان، وأعاد ترسيخ مفهوم “القيادة القريبة من الناس” الذي شكّل أحد ثوابت النهج الهاشمي على مرّ العقود. المضمون الإعلامي اليوم بات أكثر تأثيرًا، واللغة المستخدمة أكثر عصرية وهدوءًا، تعكس عمق الرسالة الهاشمية في البناء والإصلاح. فالكلمة الملكية لم تعد خطابًا تقليديًا يُتلى، بل حدثًا متكاملًا في الشكل والمضمون، تُواكبه تغطية رقمية تفاعلية، ومقاطع مرئية مختارة بعناية، تصل إلى الجمهور بسرعة ودقة، وتمنحه إحساسًا بالمشاركة لا المتابعة فقط. ومن خلال هذا التوجه، يتجلّى أن إعلام الديوان الملكي الهاشمي يعيش مرحلة جديدة من الوعي المؤسسي، قوامها الدقة والمهنية والشفافية، وروح التطوير الدائم. هذا الأداء الإعلامي الحديث لا يخدم فقط الصورة الرسمية للدولة، بل يعزز الثقة الشعبية، ويُسهم في بناء وعي وطني مشترك، يقوم على الانفتاح والتواصل الإيجابي بين القيادة والشعب. وفي التقييم العام، يمكن القول إن ما تحقق من تحديث وتطوير في الأداء الإعلامي للديوان الملكي هو نموذج متكامل لنهج احترافي في الاتصال الرسمي، يجمع بين المضمون الوطني العميق والوسائل التقنية المتقدمة. إنه إعلام يستحق التقدير، لأنه لا يكتفي بنقل الصورة، بل يصنعها بوعي، ويحافظ على روح الرسالة الهاشمية الأصيلة التي كانت وما زالت عنوانًا للثقة والاستقرار والحداثة في آنٍ واحد.
Continue reading at https://shaabjo.com/news/28/10/2025/313386/ | صدى الشعب
