عمران السكران يكتب
لم يعد الحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي أمرًا
نظريًا أو بعيدًا عن الواقع، الاعتداءات على المدنيين والبنية التحتية في فلسطين امتدت لتصل إلى دول ذات سيادة كما حصل في الدوحة، هذه الأفعال ليست مجرد خرق للقوانين، بل تهديد مباشر للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
الوقت لم يعد يسمح بالصمت أو التبريرات الدبلوماسية الرقيقة, الدول العربية تتحمل مسؤولية كبيرة، فلا يكفي الاكتفاء بإدانة الانتهاكات عبر البيانات الرسمية، بل هناك حاجة لخطوات عملية واضحة على الأرض, التحرك الدبلوماسي الفعّال في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ورفع الصوت العربي الموحد، يمكن أن يكون له أثر ملموس في الحد من هذه السياسات العدوانية.
لكن المسؤولية لا تقع على عاتق العرب وحدهم، الدول الكبرى ومجلس الأمن الدولي مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك، الصمت أو التردد يمنح إسرائيل فرصة للاستمرار في خرق القوانين بلا رادع، على المجتمع الدولي أن يثبت أن القانون الدولي ليس نصوصا على الورق, وأن هناك مساءلة لكل من يخرقه.
في هذا الإطار، شدد الأردن ويشدد دائما على رفضه المطلق وإدانته الشديدة لأي اعتداء على سيادة الدول العربية، معتبرا أي تصعيد استفزازي غير مقبول ويدفع المنطقة نحو مزيد من العنف والصراع، الأردن دائما ينتهج الصوت العاقل من خلال دبلوماسيته القائمة على ضرورة احترام سيادة الدول على أراضيها واحترام القوانين الدولية ضمن نهج متوازن في بناء الاحترام المتبادل وترجمة للتوجيهات الملكية التي تصب
في الدعم الكامل للدول الشقيقة في حماية أمنها وسيادتها، ودعم جمود المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها والالتزام بالشرعية
الدولية.
تستمر هذه الانتهاكات في تهديد استقرار المنطقة بأكملها، حيث تؤدي إلى تصعيد التوتر بين الدول، وزيادة المخاطر الأمنية، وتهدد جهود السلام في الشرق الأوسط، آن الأوان لإيقاف سياسة الاستثناء التي تتمتع بها إسرائيل منذ سنوات، حماية القانون الدولي وحقوق الإنسان لا تتعلق بفلسطين وحدها، بل بسلام واستقرار
المنطقة والعالم بأسره.
إن حماية المدنيين وضمان احترام القانون الدولي مسؤولية جماعية، وعلى مجلس الأمن والدول الكبرى والدول العربية معًا أن يتحركوا الآن قبل
أن يصبح الوضع خارج السيطرة، كما أن عدم اتخاذ إجراءات حقيقية يبعث برسالة خطيرة مفادها أن انتهاك القوانين الدولية يمكن أن يكون بلا عواقب، ويجب أن يكون هناك رادع واضح لكل من يهدد حياة الأبرياء وسيادة الدول.