كتب: ليث الفراية
حين يُذكر العطاء مقرونًا بالعمل الدؤوب، ويُسرد اسمٌ ارتبط بالإنسانية والإبداع، لا بد أن تحضر الأستاذة سماح فوزي المسنات فهي واحدة من الوجوه المضيئة التي تركت بصمة حقيقية في مجتمعها، ونسجت لنفسها مسيرةً تحاكي الطموح، وتترجم الإيمان بالمسؤولية الفردية تجاه الوطن والناس.
لم تكن الأستاذة سماح مجرد شخصية عابرة في المشهد الاجتماعي والتعليمي، بل كانت وما زالت نموذجًا للمرأة الأردنية التي تؤمن أن العمل رسالة قبل أن يكون وظيفة حيث حملت على عاتقها هموم الناس، ووقفت مع قضايا المجتمع بكل إخلاص، فبات حضورها مرادفًا للإيجابية والمبادرة.
تميزت الأستاذة سماح بعلاقتها الطيبة مع الجميع؛ فهي قريبة من الناس، تسمعهم، تشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وتضع يدها في يد كل من يحتاج الدعم والمساندة هذا القرب جعلها تحظى بمكانة خاصة في قلوب من عرفوها، وأكسبها احترامًا عابرًا للحدود الشخصية ليصبح محبةً عامة تترجمها مواقف حقيقية.
لم تكن إنجازات الأستاذة سماح محصورة في مجال واحد، بل امتدت لتشمل ميادين متعددة فهي صاحبة رؤية واضحة، تعمل بجد على ترجمة الأفكار إلى واقع ملموس، وتؤمن أن بناء الأوطان لا يتم إلا عبر الجهد الصادق والعمل بروح الفريق بصماتها كانت وما زالت شاهدة على أن النجاح الحقيقي هو الذي يترك أثرًا مستدامًا.
إلى جانب دورها المجتمعي، كانت الأستاذة سماح على يقين أن العلم هو السلاح الأقوى لبناء الإنسان لذلك، لم تتوقف عند حدود تعليم نفسها فحسب، بل سخرت وقتها وجهدها لنشر المعرفة وتوجيه الطاقات الشابة نحو مستقبل أفضل فكانت معلمة ومرشدة وصاحبة أثر فكري، تؤمن أن الاستثمار في عقول الأجيال هو الاستثمار الأكثر نفعًا للوطن.
وجود الأستاذة سماح فوزي المسنات في الساحة لم يكن مجرد إضافة عابرة، بل مثل علامة فارقة في حضور المرأة الأردنية الفاعل فهي ترفع راية التمكين بكل معانيها، وتفتح الأبواب أمام النساء ليكن شريكات حقيقيات في التنمية، معتبرةً أن التغيير يبدأ من خطوة صغيرة لكنها راسخة.
بعيدًا عن المناصب أو الألقاب، يعرفها من حولها بإنسانيتها العميقة فالأستاذة سماح تملك قلبًا مفتوحًا على الآخرين، تتعامل بصدق وتواضع، وتُشعر كل من يلتقي بها أنه جزء من عائلتها الكبيرة هذه الصفات الإنسانية منحتها محبة الناس قبل تقديرهم، وكرّست صورتها كقدوة في الأخلاق والنزاهة.
قد تمر أسماء كثيرة في صفحات الحياة، لكن القليل منها يترك أثرًا خالدًا والأستاذة سماح المسنات واحدة من هؤلاء القلائل؛ حضورها يتجاوز حدود اللحظة، وإسهاماتها تكتب تاريخًا شخصيًا ومجتمعيًا مشرفًا إنها قصة ملهمة لإمرأة صنعت مكانها بمحبة الناس، وعطاء لا يعرف التوقف.