لم يمض على زواجهما سوى بضعة اعوام انجبا خلالها مولودين، حياة هادئة هنيئة، اقسم عليها بتشدد ان تقترع لصالح قريب ادنى ترشح للانتخابات النيابية الاخيرة، قبلت عن غير قناعة مداراة للموقف وامتصاصا لاندفاع الزوج وغلظته غير المعهودة وفي النفس هوى آخر لمترشح اخر ترى فيه الكفاءة والمقدرة في مقابل بديل لايملك هذه المؤهلات.
كان يوم الانتخاب، اصطحبها الى مركز الاقتراع في بلدة جنوبية، لم تنقطع تأكيداته عليها مذ غادرا البيت حتى وصلا المركز، دخلت مقر صندوق النساء ودخل هو مقر صندوق الناخبين الذكور ، انهى مهمته قبلها، انتظرها عند بوابة المركز ، يعلم عدم ميلها للمترشح الذي يريد، بادرها بالسؤال لمن اعطيتي صوتك؟
ردت بالاجابة التي يريد سماعها، ساوره الشك ، كرر السؤال، الاجابة ذاتها ، لم يتيقن ، احضر كتاب الله، طلب اليها ان تقسم، صعب عليها ان تحلف كذبا ، اقرت بالحقيقة ، انفعال تجاوز المألوف، بصوت حاد ‘كسرتي كلامي، خدعتني ، حاولت لجم ثورته، اقتربت منه مسترضية، دفعها بقوة ‘ اذهبي الى بيت اهلك وانتظري ورقة طلاقك’.
اعتقدت ان ماتم مجرد انفعال لن يدوم، اصحطبت طفليها وذهبت الى منزل شقيقتها المتزوجة من شخص يعمل خارج المملكة وفي ذهنها ان تتصل به بعد ان تروق اعصابه ويتراجع انفعاله.
مرت اربع ساعات اتصلت به غير ذات مرة عبر هاتفها الجوال، جواله مغلق، عاودت الاتصال بعد فترة وجيزة، الهاتف مغلق ايضا، امضت ليلتها في منزل شقيقتها، حل اليوم التالي ، الزوج ‘لا حس ولا خبر’ والجوال مغلق ، ارسلت ابن شقيقتها ليستطلع هل هو في البيت ، لم يكن هناك ، اقترب المساء، بلغت الامور حدا لايمكن اخفاؤه ، ذهبت الى بيت اهلها الكائن في المنطقة نفسها، اطلعت والدها على ماتم ، الوالد حكيم ، هدأ من روعها ، طيب خاطرها.
لم يحاول الوالد التواصل من حينه مع الزوج، الحديث في الهاتف لا يناسب ، ذهب في اليوم التالي الى مقر عمل الزوج، التقاه ، فاتحه بالموضوع، تناقشا بهدوء، لم يات النقاش بنتيجة، الزوج محتقن فمرشحه سبب المشكلة لم يحالفه الحظ، فوز المترشح الذي صوتت الزوجة لصالحه فاقم الامر ، انتهى اللقاء وكل ماتم وعد الزوج لوالد زوجته ‘بصير خير’.
وبعد ها هي ايام خمسة مرت على انتهاء الانتخابات اقتراعا ونتيجة وما زالت الزوجة في كنف اهلها، والسؤال على ماذا سترسو الامور ، وهل فعلا ستكون الخاتمة بـ’الثلاثة’؟ ، الاجابة في عهدة الزوج.