كتب: الصحفي ليث الفراية
في زمنٍ تتسابق فيه الأسماء على الظهور، تبرز بعض الشخصيات لا بالصوت العالي، بل بالأثر العميق. من محافظة الكرك، قلب الجنوب الأردني النابض بالقيم والكرامة، تخرج السيدة عايدة محمود المعايطة كواحدة من النساء اللواتي يمثلن روح الأرض وأصالة الانتماء، تحمل رسالتها الإنسانية والاجتماعية والثقافية بثبات، وتغزل من الحروف والعطاء قصة امرأة أردنية استثنائية.
تُعد عايدة المعايطة واحدة من الأقلام النسائية المتميزة في الأردن، إذ تمتلك قدرة خاصة على التعبير عن قضايا المجتمع بلغة راقية، ومواقف إنسانية تُلامس القلوب. لا تكتب من فراغ، بل من معايشة، من فهم عميق للناس، من نبض الشارع، ومن إحساس صادق بمعاناة المرأة، وتطلعاتها، وقوتها حيث أن كتاباتها تحمل بُعدًا فكريًا وإنسانيًا، فهي تُحاكي الواقع دون تجميل، وتحترم القارئ دون ابتذال، وتنحاز دومًا للحق والكرامة والعدالة.
في مساحات العمل النسوي، كان لـعايدة المعايطة حضور لافت لا يمكن إنكاره. لم تكن يومًا ممن يبحثن عن الأضواء، بل عن الأثر الحقيقي. آمنت بأن المرأة ليست بحاجة إلى من يفتح لها الباب، بل إلى من يكفّ عن إغلاقه في وجهها حيث ساهمت في تمكين النساء في الكرك والجنوب، من خلال المبادرات المجتمعية، والورشات التوعوية، واللقاءات الهادفة التي كان محورها دائمًا: “كيف تكون المرأة صانعة قرار، لا فقط متلقية له؟”.
حين تُذكر عايدة المعايطة في محيطها، فإن أول ما يُقال عنها: “إنسانة معطاءة”. هذا ليس مجرد وصف عابر، بل واقع ملموس في كل قرية وحي ومنزل عرفها. كانت دائمًا حاضرة في المناسبات الاجتماعية، داعمة للمبادرات الشبابية، ومناصرة للقضايا الإنسانية، لا تتوانى عن بذل الوقت والجهد والجهد الإضافي من أجل من يحتاج، سواء كان ذلك في مجال التعليم، أو دعم الأسر، أو تقديم النصح والتوجيه.
ما يميز المعايطة أيضًا، أنها حملت همّ نساء الكرك في قلبها وعقلها، وعبّرت عنه بصوتٍ واثق وأسلوبٍ عفوي بعيد عن التصنع. لم تكن يومًا صدىً لغيرها، بل كانت رأيًا مستقلًا، يحظى بالاحترام والتقدير. عرفت كيف توصل رسالتها دون أن تصطدم، وكيف تكون قوية دون أن تفقد أنوثتها وإنسانيتها.
في كل محطة من محطات مسيرتها، تركت عايدة المعايطة بصمة واضحة، سواء في المجال الثقافي ككاتبة، أو في العمل النسوي كناشطة، أو في الحياة المجتمعية كامرأة قريبة من الناس. لقد جمعت بين الفكر والعمل، بين الكلمة والموقف، بين الحضور الهادئ والتأثير العميق.
عايدة المعايطة ليست مجرد اسم في سجل النشاط النسوي أو الثقافي، بل هي قصة نجاح أردنية حقيقية، تُلهم الأجيال القادمة، وتؤكد أن المرأة القوية لا تحتاج إلى أن ترفع صوتها، بل إلى أن تثبت حضورها هي باختصار: امرأة كتبت بحروفها ذاكرة الجنوب، وبعطائها تفاصيل الأمل.